تهدف هذه المدونة في المتربة الاولى خدمه اخصائي المعلومات في مجال المكتبات والمعلومات

باحثه في علم المعلومات

صورتي
اطرح في هذه المدونة البسيطة معلومات موثقه اسعى من خلالها الى الرقي بتخصص علم المعلومات ونشرها الى جميع المستفيدين في عالم العولمه

السبت، 18 ديسمبر 2010

جامعاتنا العربية وأدوات البحث العربية: ملاحظة حول دور مفقود وأمل غير معقود

جامعاتنا العربية وأدوات البحث العربية: ملاحظة حول دور مفقود وأمل غير معقود

كتبهاهشام طليب ، في 14 ديسمبر 2007 الساعة: 05:25 ص


      في قراءاتي ومتابعاتي حول أدوات البحث لاحظت ارتباط اسم أكثر من محرك بحث بجامعة ما، حيث الارتباط بين ظهور ونشأة كثير من أدوات البحث في العالم الغربي بالمؤسسات الجامعية في المجتمعات الغربية، بغض النظر عن التخصصات العلمية التي ينتمي إليها القائمون على هذه الأدوات وهم في أغلب الأحوال من المتخصصين في علوم الحاسب. وتمثلت بذرة هذه الملاحظة في محركي البحث الشهيرين (ياهوYahoo) و(جوجول Google) حيث كانت بدايتهما ثمرة جهد داخل مؤسسة جامعية، حيث كان الأول ثمرة جهد طالبي دكتوراة في جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة الأمريكية لتنظيم مصادر المعلومات المتاحة على الإنترنت وذلك للاستخدام داخل الحرم الجامعي. وكان الثاني نتاج جهد علمي في إطار مشروع بحثي لاثنين من طلبة الدكتوراة في الجامعة نفسها. ووجدت أن هذه الظاهرة لم تقتصر على الولايات المتحدة الأمريكية فقط بل تحققت في أوروبا أيضاً. 

     ويستعرض الجدول التالي بعضاً من هذه الأدوات والمؤسسات الجامعية التي ولدت فيها وخرجت منها، حيث يرصد 11 أداة بحث وارتباطها بتسع جامعات في ثلاث دول هي الولايات المتحدة الأمريكية واسكتلندا والبرتغال، وتجدر الإشارة إلى أن بعض هذه الأدوات ليس له وجود فعلي الآن.
     وبإلقاء نظرة سريعة على الخط الزمني الممثل في هذا الجدول، الذي يمتد من 1994 إلى 2001 وبالتأكيد هناك جهود سبقت هذا التاريخ وأخرى تأتي بعده. تشير هذه النظرة إلى امتداد الخط الزمني، وعلى طول هذا الامتداد يتكرر ظهور الجهود المرتبطة بأدوات البحث من داخل المؤسسات الجامعية بما ينفي بقدر معقول أن هذا الارتباط من قبيل الحوادث العارضة، بل هو نتاج بيئة ما ( بيئة بحث تخدم مجتمعاً؛ في اتصال بين مجتمع علمي أصغر ومجتمع أكبر يضمه ويحتويه، ويوفر له سبل النمو وينتظر منه ما يثري المجتمع الأكبر). ومما يشير إلى تأكيد ذلك أيضاً أن هذه الجهود تتكرر على مستوى الجامعة الواحدة (مثل جامعتي ستانفورد وواشنطون).

     ويبدو أن هذه الجملة " ارتباط مؤسسات جامعية بأدوات بحث" تشير إلى عدد آخر من الارتباطات ساعدت على ظهور هذا الارتباط محور حديثنا. وهذه الارتباطات الأخرى غير منفصلة، بل هي متصلة ومتداخلة، تظهر في وجودها المستقل كما تظهر في وجودها المتداخل. ويمكن توضيح بعض هذه الارتباطات على النحو التالي:
1- ارتباط مجتمعي:
من حيث ارتباط الوحدات المكونة للمجتمع لتحقيق أهداف مجتمعية متفق عليها لصالح ارتقاء كامل المجتمع من أفراد ومؤسسات على اختلاف أنواعها ومحيط يضمهما معاً.
2- ارتباط مؤسسي:
من حيث ارتباط المؤسسات في الجانب المؤسسي من المجتمع، حيث ترتبط المؤسسات البحثية العلمية والمؤسسات الصناعية الاستثمارية معاً، حيث يتم أيضاً تبادل الأدوار بين هذه المؤسسات على مستوى المدخلات والمخرجات في العمليات على جانب المؤسستين.
3- ارتباط قيمي:
من حيث ارتباط القيم داخل سلم قيمي واضح، وثابت فيه مراكز القيم ورتبها، مع إدراك أطراف المجتمع لقيمة العلم في خدمة المجتمع ودور المجتمع في خدمة العلم.
4- ارتباط نفعي:
من حيث الارتباط النفعي الاستثماري للمؤسسات الاستثمارية الرأسمالية داخل المجتمع، حيث يظهر إدراك هذه المؤسسات لقيمة العلم نفعياً لنمو واتساع وتطوير أعمالهم (وأموالهم) (ويعد هذا الأمر انعكاساً لعناصر مختلفة تدخل في تكوين أساس المجتمع والعقل الجمعي لأفراده، منها أن العلم قد يساعد على تطوير أعمالي، ومنها أن العميل الخاص بي قد يستفيد من هذا التوظيف للعلم، ومنها أن العميل الخاص بي يقدر فرداً منفرداً القيمة الحقيقية للعلم الحقيقي)

     
     وبعد عرض هذه الارتباطات يمكننا أن نرى أن هذه الجملة "ارتباط مؤسسات جامعية بأدوات بحث" يبدو أنها مازالت قادرة على توليد ارتباطات جديدة خارج إطار مجتمعها ونبعاً من مجتمعنا، ولعل أهمها هو "ارتباط الحال" من حيث ارتباط تردي أوضاعنا - في مجملها وتفصيلها- في أوطاننا بتردي نواح عدة في حياة مجتمعنا. ولعلي لا أكون متجاوزاً إن صرحت أن لهذا التردي تأثيره في الوضع القائم لأدوات البحث العربية في تفاصيلها المختلفة وتردي النظام الوطني للضبط الببليوجرافي عامة.
      فطبيعة تكوين الجامعة لدينا له دور هنا، وطبيعة تكوين إنساننا قبل أو بعد انتمائه لمؤسسة جامعية طالباً أو باحثاً له دور أيضاً. ويساهم في ذلك طبيعة تكوين المجتمع العام في خصائصه وتغيرات سلم قيمه المتهاوي، كما في علاقته بالمجتمع العلمي من قطع وشائج الصلة وإقامة ذرائع الفصل بينهما. كما أن لطبيعة تكوين بحوثنا ذاتها وأداءنا البحثي تأثير ليس باليسير. ويتبقى طبيعة تكوين وخصائص مجتمع الأعمال من حيث مرونته وحيويته في التعامل مع مخرجات المؤسسات البحثية وتبنيها في مبتداها ومنتهاها.
      أما عن مجتمع صناعة البحث ذاته وبعداً عن تعميم قد يقودنا إلى خطأ منطقي جسيم، يمكن أن تشهد بسهولة عدم التقدير لقيمة العلم (أياً كانت الخلفية المعرفية لأصحابه، مع وجوب ارتباطها بمجال هذه الصناعة) في تطوير المنتج الخاص بعملهم (وما به من فائدة على أعمالهم لو يعلمون كبيرة)، وقد تشهد اجتراءً على العلم بشكل غير طبيعي، وقد تشهد ممارسات تجارية بحتة لا تؤدي حتى إلى خدمة استثماراتهم ذاتها على المدى الطويل (وأحياناً ولا على القصير). وذلك على عكس أغلب الممارسات السائدة في الجانب الغربي من هذه الصناعة (مع إدراكنا لما قد يشوب أدواتهم ونظمهم من قصور) من حيث احترام قيمة العلم وتقدير دوره في التأسيس لهذه الصناعة وتطويرها.
      ومن اللافت للنظر أنه في الوقت الذي يتحدث كاتب هذه السطور معكم عن ارتباط مؤسسات جامعية في العالم الغربي بأدوات البحث ودورها المحوري في هذا الشأن، يناضل بعض من أهل وطنه من أجل استقلال جامعاتنا وحريتها من سطوة نظام فاقد الأهلية، نظام يتدخل في كل الشئون إلا قليلا، تدخلاً للإفساد والتكميم ووأد كل القيم العلمية والأكاديمية التي تكفل تطور العلم ورقيه ومعه تطور الوطن ورقيه. فهل حق لنا أن نتحدث عن أمل معقود ؟! أم أنه سيظل أملاً بعيد المنال؟!!
      على أية حال … فقد حوت هذه التدوينة مجرد ملاحظة أردت تسجيلها لما رأيت فيها من أهمية في سياق أدوات البحث موضوع هذه المدونة.
           وقديماً قالها أبو حنيفة النعمان
 "من ظن أنه استغنى عن العلم فليبك على نفسه"

———————————-

(1) تم إعداد هذا الجدول بالاعتماد على المصادر التالية:
1- About tumba!. accessed 14 December 2007. Available at: http://www.tumba.pt/tumba/about.html
2- Ian H. Witten, Marco Gori, and Teresa Numerico. Web Dragons: Inside the Myths of Search Engine Technology.1st. ed. New York: Elsevier Inc., 2007. 261 p. pp 133-135.
3- Ozsoyoglu, Gultekin and Abdullah Al-Hamadani. Web Information Resource Discovery: Past, Present, and Future. Accessed 1 December 2007, available at: http://art.cwru.edu/TOpapers/ISCIS03Short.pdf
4- Sherman, Chris. Search Engine Birthdays. (Search Engine Watch, Sep 9, 2003). Accessed 14 December 2007, available at: http://searchenginewatch.com/showPage.html?page=3071951

 متاحه عل الرابط http://htolaib.maktoobblog.com/690211/%d8%ac%d8%a7%d9%85%d8%b9%d8%a7%d8%aa%d9%86%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a3%d8%af%d9%88%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%ad%d8%ab-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق